''ميسي يتهرب من أداء الضرائب '' لو كنا في شهر أبريل لاعتبرتها كذبة هذا الشهر.
بعدما أصبح الأفضل في العالم لأربع مرات على التوالي وحطم كل الأرقام وتخطى كل الحواجز ودخل التاريخ من أوسع أبوابه، خرج الحاقدون من جحورهم و بدأوا في حبك خيوط سيناريو يسيء لسمعة ميسي و يخلق النقطة السوداء وسط كل البياض الذي يتصفه به هذا الأخير ، لنحذف العاطفة ونفكر ولو قليلا بالمنطق أيعقل أن ميسي لن يستطيع توفير المبلغ المحدد من طرف مصلحة الضرائب وسط خضم أمواله ؟ أم أن ميسي الذي لا يتوقف عن سلسلة أعماله الخيرية ومساعدة المحتاجين سيقلقه مبلغ كهذا ليصل به الحال إلى التهرب منه ؟ أ يعقل أن من يشهد له الكل بأخلاقه وتواضعه وسماته الحسنة أن يسير في خطى هذا الطريق ؟
كيف أن مصلحة الضرائب لم ترسل بإنذار إلى ليو وعائلته قبل الآن وضلت تتفرج على الأموال وهي تتراكم حتى تقرر اتهامه فجأة ؟ أم أم أم ... أسئلة كثيرة لا يجد لها العقل جوابا ليس لغبائنا وإنما لغباء هذه الأسئلة!
إن كانت هذه القصة مؤامرة فسأقول لهم لا تحاولوا فالكبير يبقى كبير والبياض الناصع يبقى ناصع حتى لو تلطخ بالأسود. . وسأقول لكل مدريدي لا تشمت ولا تفرح كثيرا ففرحك هذا تجاوز فرح الأم برضيعها وتجاوز فرح الطالب بنجاحه وفرح الزوجة بعرسها و حتى لو كان الأمر حقيقة سندعم الليو إلى آخر لحظة
وعن نفسي هذا خبر عادي جدا وقد مس بآخرين كبار قبله أمثال نادال ومارادونا كما أن هذه الإشاعة خير دليل على أن ميسي ناجح و على أنه اكتسح العالم واقتحم قلب العدو قلب المناصر، فهيهات بين هذا وذاك
"الشك يضرب الرمز... رمز مثله يجب ألا ينسى أن الصدق والتضامن يعتبران من القيم الرياضية أيضا. اللعب النظيف في الرياضة كما في الحياة".
هذا ما خرجت به عناوين الماركا الصادرة اليوم بعد الاتهامات التي وجهتها مصلحة الضرائب للنجم الارجنيني و رمز برشلونة ليونيل ميسي..العنوان قد يبدو للوهلة الاولى وطنياً بالدرجة الاولى و مهتماً بمصلحة اسبانيا و خزينة دولتها و لكنه في الحقيقة ليس الا حلقة اخرى من مسلسل هجوم العاصمة المدريدية على ميسي و محاولة اظهاره كشخص عديم للأخلاق..فالماركا قد فعلتها من قبل عندما عندما اتهمت ميسي بأنه عديم الاخلاق و الروح الرياضية في اكثر من مناسبة و كانت تنتهز اي فرصة و اي شيء ممكن ان يحدث مع اي لاعب في الملعب للنيل منه و كله في سبيل غاية واحدة و هي محاولة اسقاط رمز برشلونة اخلاقياً بعد ان تأكدت الصحيفة تماماً من استحالة اسقاطه رياضياً فميسي لا يعطي لأحد الفرصة لا الماركا و لا غيرها لا يعطيهم فرصة انتقاده في الملعب و ارقامه القياسية و القابه الاسطورية تشهد له .
اللعب النظيف الذي تحدثت عنه الماركا في عناوينها ليس سوى جزء من المظاهر البراقة التي تنتهجها هذه الصحيفة القذرة لغاية تحقيق اكبر مبيعات لأعدادها بعد خروج الرجل الاهم الذي كان مسؤولاً عنها.
بعد خروج مورينيو لم يعد لصحيفة مثل الماركا رجل يملأ اغلفتها و اوراقها بالعناوين و المشاكل باختصار لم يعد لديها ما يجذب القراء لشرائها و موضوع مشاكل مصلحة الضرائب مع ميسي في هذا الوقت هو الموضوع المناسب لعودة الماركا الى امجادها فالموضوع قد حدث مع مئات اللاعبين قبل ميسي و الخطأ ان كان قد حدث من الاصل قد يتعرض له اي شخص. خاصة انه ليس المسؤول عن ذلك و انما مجرد موظف عنده اسمه "المستشار المالي"و لم يكن احد يتحدث عن ذلك.
سأقول إلى الإعلام يكفي أعراس وتهاليل وكلام دون موضوعية واقتصدوا على حبركم لما هو أهم وأصح !
في النهاية الهجوم الشرس من الماركا على رمز برشلونة له هدفان رئيسيان تشويه صورة ميسي بأكبر قدر ممكن امام العالم مما قد يخفض اسهمه للفوز بالكرة الذهبية الخامسة و الهدف الثاني هو تحقيق اكبر قدر ممكن من المبيعات خاصة انها تعيش فترة جفاف بعد رحيل افضل مصدر رزق بالنسبة لها الا و هو خوسيه مورينيو.