-->

مقال جميل عن الاسطورة ميسي !


حسين بن علي الغافري عن ليو ميسي يكتب:

ترددت كثيراً عندما قررت كتابة مقالي هذا، ليس لشيء ! وإنما وجدّت بأنهُ سيكون بقيمة أهم وأكبر لو أتى مُتأخراً أكثر فأكثر، فالفتى الأرجنتيني ونجم النجوم في الفريق الإسباني "برشلونة"، أصبح وبلا غرابة يُفاجىء عُشاق المُستديرة العالم بأسّره بأرقامه، وبسحر قدمه يوماً بعد يوم، ومُباراة بعد مُباراة، قررت أن انتظر وأترككم معي تنتظرون، حتى أُدوّن رقمه القياسي الجديد في عالم المُستديرة الذي سيحطمه بعد مقالي هذا وستُشاهدونه رُبما قبل أن أكتب حتى!، لما لا وقد أصبحنا نُطالع الصحف الرياضية العالمية وهي تتغنى برقمٍ حطمه أو اسمٍ تجاوزه أو لأضعف الاحتمالات لقاء انفجر وتعمّلق فيه، ولكن هيهات أن يتوقف، فهو مثل القٌطار عندما ينطلق لن تُوقفه إلا محطته المُقبلة أو لأكون أكثر علواً بتشبيهي، فهو مثل المكوك الفضائي قرر أن يخرج من عالم الأرض إلى عالم الفضاء لعله يجد من يٌقارعه ويُنافسه في المجموعة الشمسية بعدما تعذّر إيجاده في عالمنا الصغير. ليونيل ميسي نجم النجوم حالياً، يؤسفني أنني لن أتمكن من إدراج كُل الأرقام الجديدة التي حطمها، كما ذكرت سابقاً، ليس لشيء يمنعني من ذلك وإنما كثرتها التي طغت وستفوق دون شكوك على مساحتي الممنوحة لي في الكتابة هنا في هذا العمود، ولكن يكفي أن نعلم وهو ما زال يتنفس في ربيعه الخامس والعشرين مُمتلكاً لأربع كُرات ذهبية، كذلك يكفي أن نعلم أنه فاق التسعين في عام واحد بعد إنجاز الأسطورة الألمانية "مولر" الذي ظل صامداً لسنوات إلى أن أتى الأرجنتيني فأسقطه . كذلك، إنجازه الأخير في الليجا الإسبانية عندما حقق ميسي أيضاً إنجازا غير مسبوق بهز شباك جميع الفرق المشاركة في المسابقة على التوالي "دون أي انقطاع". ويكفي قراءتي لتعليق صحيفة "سبورت" الأسبانية الرياضية على هذا الإنجاز في عنوانها المُبهر قائلة "الرقم القياسي الأكثر توحشا". وهو على أعتاب تحطيم رقمه العام المُنصرم عندما سجل في بطولة الدوري المحلية خمسين هدفاً لكونه يملك في رصيدا بثلاثة وأربعين هدفاً للآن، لا غرابة حقيقة فقد أصبح يفتش في سجلات الأساطير وينبش في أروقة الذكريات ليضيف اسمه "فوق" أسمائهم ورقمه قبل أرقامهم. أربع كُرات ذهبية وثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا وأربع بطولات دوري محلي وكأس الملك المحلية وبطولتي أبطال العالم للأندية، أبرز ألقاب النجم الأرجنتيني مع ناديه برشلونة، ولكن ما يُعاب على ميسي أو بمعنى آخر ما يفتح المجال لتقليل حجم تألق ليونيل ميسي وإنجازته الحالية –عند البعضء وعدم رضى الكثيرين من إطلاق لقب (أسطورة) عليه هو غياب بريقه نوعاً ما عن مُنتخب بلاده وعدم إجادته كروياً مع المُنتخب عكس الإجادة الكبيرة في النادي معللين ومُقارنيين ذلك دوماً بالأسطورة "مارادونا" الذي حقق المونديال وكان نجم النجوم في فريقه الإيطالي "نابولي"، ولكن لنكن مُنصفين مع ميسي، فبرشلونة ليست كالأرجنتين مع كُل الاحترام لعشاق مُنتخب التانجو ومشجعيه، فهو مُختلف من جميع الجوانب، والأجواء مُغايرة تلك التي يجدها في برشلونة وتغيب عن مُنتخب بلاده . في برشلونة على سبيل المثال خلفه أحد أبرز صُنّاع المُتعة والأهداف وهما الإسبانيان "تشافي هيرنانديز" و"أندريس أنيستتا" كذلك الأظهرة الدفاعية بالصبغة الهجومية، البرازيلي "داني ألفيش" والظهير اليساري الإسباني " خوردي ألبا" وغيرهم كثيرين ممن كانوا سابقاً ممولين للكرة للنجم الأرجنتيني في بداية ظهوره بقميص البلوجرانا أمثال البرازيلي "رونالدينهو" والبرتغالي ذي الأصول البرازيلية "ديكو" والأسد الكاميروني "صامويل إيتو" وممن أتى بعدهم الغزال الفرنسي "تيري هنري"، أسماء رنانة وذات قيمة كروية عالية ساهمت في تألق ميسي مُسبقاً وساعدته للنهوض والإبداع عكس ما نراه في المُنتخب الأرجنتيني الذي لم أر صانع ألعاب حقيقي فيه بعد "خوان رومان ريكيلمي" أي بمعنى لم أر المزود الفعلي لأهدافه مع المُنتخب مثل التي مع برشلونة، الأرجنتين تُعّد العدة للنهوض بعد تنصيب الفتى الأرجنتيني قائداً للمجموعة ليكون دافعاً لميسي وليحاول التانجو استعادة أمجاده أيام "مارادونا" بقيادة "ميسي" مُنظماً صفوفه بوجوه وأسماء شابة تمتلك الطموح والرغبة في العطاء وإثبات الذات وتعمل بصمت في تكوين فريق ستكون له هيبته في المونديال المُقبل. إذاً تبقى بطولة المونديال المُقبلة هي الفرصة الحقيقية لميسي حتى يضيف أغلى الألقاب،وأهمها،وأعرقها، ليقود بها اسمه المرصع بالإنجازات في عام 2014 في الأراضي البرازيلية وعلى شواطئ ريو دي جانيرو ويقود بها الأرجنتين مع باقي رفاقه على اعتبار أنه قائد المجموعة في المقام الأول وعليه الأضواء ثانياً وهي فرصة "ليثبت" و"ليربط" تألقه في الوجهتين مع ناديه ومع مُنتخب بلاده، فهل ستكون لميسي كلمة ؟! .. وهل سيكون ميسي خليفة مارادونا "فعلاً" ويُحقق اللقب المونديالي ؟! .. هذه الأسئلة ستبقى محفوظة في الأذهان للعام المُقبل، عندها لن يكون هُناك مجال للشك لو فعلها فعلاً. سيكون "أسطورة الأساطير" وسيتجاوز مرحلته الحالية التي "يُقارع فيها الأساطير" لمرحلة "زعامة الأساطير" .!

تعديل

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تعديل

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أخبار ريال مدريد

إشترك على القناة ليصلك جديد الفيديوهات

أخر التعليقات

إنضم إلى صفحتنا على الفيسبوك

إعلانات

قوالب بلوجر

جميع الحقوق محفوضة لدى مدونة برشلونة الى الأبد 2014-2015

تصميم : أسامة نصيف